الأربعاء، 13 مايو 2015

السيسي Vs تشرشل


"ليس لدي ما أقدمه .. سوى الدماء، والكدح، والدموع، والعرق"

كم هي قريبة هذه العبارة، من واقعنا الذي نعيشه ؟؟

في يوم كهذا، الثالث عشر من مايو، من عام 1940، قال هذه العبارة ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني (1874 ـ 1965) في خطابه الأول أمام مجلس العموم، كان خطابه صادماً، حيث حمل قدراً كبيراً من المصارحة والمكاشفة للشعب، وعبر بمنتهى الصدق عن تلك المرحلة الدقيقة التي كانت تعيشها بريطانيا، التي كانت تأن تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة، وواقع سياسي معقد، بينما طبول الحرب العالمية الثانية قد بدأت تدق.
    
أتذكر تلك العبارة وذاك الخطاب، كلما إستمعت إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي يخاطب الشعب، فكلمات الرئيس أيضاً تأتي واقعية، وخطاباته لا تحاول تجميل الواقع بقدر ما تسعى لإيضاح الحقائق وكشفها أمام المواطن المصري بلغة بسيطة وعبارات غير معقدة. وكما كان تشرشل يحاول أن يوضح للمواطن الإنجليزي حينها، كيف أن المرحلة صعبة وتحتاج إلى الجهد والدمع والعرق، فالرئيس السيسي يحاول اليوم أن يؤكد في كل مرة يطل فيها على مواطنيه، كيف أن مصر تبنى من جديد، ولكنها تواجه حالة مخاض صعيبة في ظل محاولة تجاوز مرحلة التراجع الإقتصادي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة المصرية الحديثة على أسس سليمة، فالمرحلة غير سهلة ولا نملك فيها رفاهية الراحة والعبث، بل وحتر رفاهية المحاولة، فليس لدينا نحن المصريون خيار آخر غير أن نبني بلادنا ونستعيد دورنا بين أمم العالم وشعوبه، هذا ما يحاول الرئيس السيسي أن يؤكده لمواطنيه، وما تحاول الحكومة الحالية أن تعمل من أجل تحقيقه، وكأنه يود أن يقول "ليس لدي ما أقدمه .. سوى الدماء، والكدح، والدموع، والعرق".
  
لم تكن عبارة "ليس لدي ما أقدمه .. سوى الدماء، والكدح، والدموع، والعرق"، هي وحدها التي استحضرها اليوم لتعبر عن واقع مصر الذي نعيشه، ففي خطاب تشرشل، إختتم رئيس الوزراء البريطاني حديثه قائلاً : "سنحارب ونقاتل، وستزداد ثقتنا وتغمرنا قوتنا، سندافع عن أرضنا مهما كان الثمن، لن نستسلم أبداً، وسنؤدي واجباتنا، ونتحمل سوياً، وسيقول الرجال يوماً ما، أن تلك اللحظة هي أروع اللحظات التي مرت بهم". 
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...