بسم الله الرحمن الرحيم
عام 2008
عام يلقفنا من آخر
من رحم مآسي عام .. نقع صرعى عام أكثر مأساوية
و لكن
تظل الأماني حبل إنقاذ وحيد ينتشلنا من مرارة الواقع لنحلق في فضاء التمنيات
من عام 2007 نستمد أمانينا لعام جديد
عام 2008
عام يلقفنا من آخر
من رحم مآسي عام .. نقع صرعى عام أكثر مأساوية
و لكن
تظل الأماني حبل إنقاذ وحيد ينتشلنا من مرارة الواقع لنحلق في فضاء التمنيات
من عام 2007 نستمد أمانينا لعام جديد
وكما هو الحال دائما .. يأبى كل عام أن يرحل إلا بحدث يسقطنا في حيرة بين أن نجعله من مخلفات عام مضى أو أن ندرجه ضمن عتبات عالم آت .. ليعد مؤشرا واضحا أن كل شيء سيبقى على ما هو عليه .. وأنه لم يحن بعد الوقت للإنسان أن يأمن و يطمأن بعد خوف و أنه لم يأن الوقت بعد لنمسح دموعنا و نرسم على شفاهنا و لو نصف إبتسامة ..
كان ذاك الحدث هو ما أسفر عنه إنفجار ضخم دوى في مدينة روالبندي المتاخمة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد مساء أمس فأنهى حياة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة و رئيسة حزب الشعب الباكستاني السيدة بي نظير بوتو .. رصاصة أخرى في قلب الديموقراطية و شهيد يسقط صريع الحرية .. لقد كانت بي نظير بوتو الأمل الوحيد لجموع الباكستانيين للخروج من ظلام حكم عسكري لم تعهده باكستان .. ربما كان ذنبها أنها كانت حسنة النية .. لم تنتبه إلى حقيقة الإتفاق الذي عقده معها الجنرال برويز مشرف لبناء تكتل يضمن له الفوز في الانتخابات المقررة في 8 يناير 2008 على أن تصبح رئيسة للوزراء .. ربما لم تتذكر بوتو أن السياسة لعبة مصالح لا تعرف الود الدائم .. ربما لم تقرأ التاريخ جيدا ربما لم تعي بوتو البيت الشعري القائل على لسان شاعر العرب أبو الطيب المتنبي :
و إذا رأيت نيوب الليث بارزة .. فلا تظنن أن الليث يبتسم
ليرحمها الله و لنقرأ الفاتحة على بوتو .. و لتقرأها على الديموقراطية التي يتساقط فرسانها .. و لنقرأها على عام 2007
عودة إلى تمنياتنا في عام جديد
و لنبدأ بالأماني التي تبني على حقائق .. فالرئيس الأمريكي بوش ستنتهي فترة حكمه الثانية في عام 2008 و طبقا للدستور الأمريكي فهي آخر فتراته .. بعد ثماني سنوات من الدمار و الخراب أتمنى أن يأتي رئيس جديد ليكون أول قراراته الإنسحاب من العراق
أتمنى أن تتلاحم قوى فتح و حماس في وجه عدوها المشترك
أتمنى أن تنتهي مشكلة دارفور ليعود للسودان صفاءه ووحدته
أتمنى أن تتجاوز القرارات العربية التنديد و الإستنكار و الشجب
أتمنى أن أرى في العالم العربي 22 مفاعل نووي .. بل 22 مفاعل في مصر وحدها بمعدل مفاعل لكل محافظة .. لتوجيهها نحو الاستخدامات السلمية كتوليد الطاقة الكهربائية و الصناعات المفيدة و الهامة
أتمنى أن أرى حكومة وحدة وطنية في لبنان يرضى عنها كافة أطياف ذلك البلد الذي يرقص على شفا حرب أهلية جديدة
أتمنى أن يعلن الرئيس الإيراني و حسن نصر الله التحول إلى السنة
على الصعيد المحلي
أتمنى أن يظل القضاء المصري على ما هو عليه قلعة العدل الباقية للمصريين
أتمنى أن تأتي حكومة جديدة تلغي الأفكار القديمة عن إلغاء الدعم و رفع الأسعار و تقوم بتطوير سياسة الخصخصة بما يتفق مع الصالح العام بدل تحول الخصخصة الى بيع عشوائي
أتمنى أن يكف المفتي و شيخ الأزهر عن الفتاوى المثيرة للجدل .. سأكتفي بكلمة المثيرة
أتمنى أن تضمن الحمومة المصرية طرق أكثر أمانا للشباب للهجرة .. بدلا من اللجوء الى الهجرة الغير شرعية الى بطون الأسماك .. أو الى الهجرة الشرعية - على سنة الله و رسوله - ( طبعا قصدي الزواج من نينا أجنبية يلفها في شرم و لا الغردقة و تسهل له كل حاجة ) .
أتمنى أن لا أجد شحاذ واحد في مصر و طبعا الحل في أن كل قادر يدفع الزكاة كاملة - زكاة الفطر و المال و الزروع - .
أتمنى أن تتم محاسبة وزير البترول سامح فهمي عن إهدار المال العام في فرق رياضية يصرف عليها من خزينة الدولة ، يعني من محفظتي و شنطتك يا حاجة
أتمنى أن يتم تقنين العلاج على نفقة الدولة للفنانين و الشخصيات العامة .. لا أقول إلغاءه و لكن تقنينه - نفهم ليه ؟ -
و أخيرا
أتمنى أن أفتح النلفزيون على المحور الساعة عشرة مساء فلا أجد معتز الدمرداش في تسعين دقيقة
أتمنى أن أعود إلى منزلي ليلا بعد يوم عمل شاق فأجد شارع فيصل فاااااااااضي
أتمنى أني ألاقي فرصتي اللي باحلم فيها
وأستكمل رحلة الماجستير على خير
و أتمنى إني ألاقي بنت الحلال
وأتمنى كلكم تكونوا بخير
كل عام و أنتم بخير
و أخيرا و ليس آخرا يحضرني مقولة للرئيس السادات أود أن أوجهها إليكم و هي من خطاب نصر أكتوبر أمام مجلس الأمة المصري - مجلس الشعب الآن - :
عاهدت الله و عاهدتكم ، على اني لن ادخر جهدا ، و لن اتردد دون تضحية ، مهما كلفتني ، في سبيل ان تصل الامة الى وضع ، تكون فيه قادرة على رفع ارادتها الى مستوى أمانيها .. ذلك أن اعتقادي دائما ، كان و لا يزال .. أن التمني بلا ارادة نوع من أحلام اليقظة ، يرفض حبي وولائي لهذا الوطن ، ان نقع في سرابه أو في ضبابه