بسم الله الرحمن الرحيم
الخطاب الثالث
حبيبتي الأبدية الأزلية
من دكت حصون مناعتي المكتسبة ضد الحب
من قال أن حواء تخرج دوماً آدم من الجنة فهو كاذب.. فعلى يديكي حبيبتي دخلت أنا آدم أروع جنة.. عشت عاماً بعد عام وأنا ضائع في ربوع مجرتنا.. حتى وجدت طريقي بين خطوط كفكي الرقيق ممهداً لأسير عليه.. فسرت عليه بخطوات طفل يتعلم المشي لأول مرة.. فمازلت طفلاً ولدت يوم أبصرت عيناكي منذ عام.. فعمري عام.. وسرت حبيبتي على خطوط كفكي قبل أن أغرق في صفاء عينيكي.. سبحت طويلاً في بحور البراءة حتى وجدت شاطيء من الأحلام والآمال الزاهية ينتظرني.. ووجدتك هناك تمدين لي يدك الرقيقة لأسكن معكي تلك الجزيرة المنعزلة بين مياه المحيط.. ليصبح سكانها نسمتين فقط.. أنا وأنتي.. ننام على الحب ونصحو عليه.. ونعمل حباً ونأكل حباً ونشرب حباً ونتنفس الحب الذي طالما عنه بحثنا.. فقد كنت على إستعداد لأن أنفق نصف عمري بحثاً عن الحب.. ويوم أبصرت عينيكي حبيبتي أصبحتي مرادفاً للحب.. حبيبتي.. إذا كانت حواء أول أنثى فوق سطح الكوكب فأنتي آخر أنثى.. الأنثى كما ينبغي للأنثى أن تكون
إنكي رقيقة فوق كوكب فقد رقته.. ناعمة في زمان لم يعد يعترف بالنعومة.. ملاك بين لفيف من البشر.. أنثى كما ينبغي للأنثى أن تكون.. ليس أمامي أصعب من تلك المهمة حبيبتي كي أحيطك بذراعي لأحميكي من هذا كله.. الكوكب والزمان والبشر... لن نستطيع بأن نعيش على ذات الجزيرة طيلة العمر حبيبتي.. أعلم هذا جيداً.. ولكن كل ما أريده ولا أظنك ترفضينه أن لانمنح عضوية تلك الجزيرة إلا لمن نحب.. ومن يستحق
إلا لمن بارك حبنا وبايعكي أميرة على عرش كل النساء..
إلا لمن مسح بيد حانية عنا كل ماقاسيناه من عناء..
إلا لمن صلى من أجلنا ورفع كفيه يوماً لنا بالدعاء..
إلا لمن آمن بقصة حبنا الدافئ من الألف إلى الياء..
إلا لمن يستحق الولوج إلى عالم نسجناه بكفينا ليصبح بهذا الصفاء..
المخلص لكي دائما
أحتوتي