إعتدنا كلما أوشك عام على الإنقضاء، واقترب آخر من القدوم .. أن يجلس كل منا ليسترجع ما حدث خلال العام المنصرم .. ماذا حقق، في ماذا أخفق، اللحظات الحلوة، والساعات المرة، ما كسبه، وما فقده، لمن سبب الفرح، ولمن تسبب في الحزن .. وما أن تتسابق عقارب الساعة لتعلن إنتصاف ليلة 31 من ديسمبر .. يغلق كل منا عينيه .. لتبدأ شفتيه في التمتمة بما يختلج في صدره من أمنيات، يرجو أن تتحقق في العام الجديد، مزيد من السلام، والنجاح، والسعادة، والمفاجئات السارة.
أعلم أن "لو" كلمة عبثية، لاقيمة لها، تعد بمثابة ندب، وبكاء على اللبن المسكوب .. بل توصف "لو" بأنها "تفتح عمل الشيطان" .. ولكنني اليوم، وأنا أتذكر ما كان من شأن عام 2014 ، وأحاول التعليق على زخام الأحداث الذي شهده هذا العام الحافل، لا أجد سوى تعليق واحد : ماذا لو ؟!
ماذا لو كانت ثورة الثلاثين من يونيو باكورة ثورات مصر في الفترة الراهنة ؟
لقد كانت ثورة 30 يونيو بمثابة تصحيح لمسار ثورة 25 يناير، حيث شهد عام 2014 إجراء الإستفتاء الشعبي على الدستور الجديد في شهر يناير، ثم إنتخاب الرئيس في شهر يونيو، قبل أن تستعد البلاد حالياً لإختيار مجلس النواب في إبريل 2015 .. لقد بدأت مصر منذ مطلع عام 2014 تسير وفق خارطة الطريق التي ينبغي أن تتبعها عقب رحيل الرئيس مبارك في 11 فبراير 2011 ، ولكن مضى الوطن مدفوعاً بأطماع التيارات الإسلامية في طريق مشوه بدأ بإنتخاب برلمان 2012 أولاً ثم الإستفتاء على دستور مشبوه وأخيراً إنتخاب رئيس شكل نقطة سوداء في تاريخ مصر الحديث .. إن ما خسرته البلاد منذ إندلاع الثورة الأولى وحتى تفجر الثورة الثانية من نزيف سياسي وإجتماعي وإقتصادي وأمني ، هو ما يدفعني إلى أن أتساءل : ماذا لو ؟
ماذا لو كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أول رؤساء مصر بعد ثورة 25 يناير ؟
ليس تملقاً فلا أتقن فنون النفاق ، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح منذ توليه المسئولية في يونيو 2014 في أن يضيف إلى منصب الرئيس ومؤسسة الرئاسة نكهة من الإنضباط والرقي والتناغم والإنسانية التي كانت غائبة منذ عقود .. كما كان الرئيس السيسي بعثاً لفخر المصريين منذ رأوه يدخل قصر الرئاسة لأول مرة بمشية عسكرية واثقة ، وحتى شاهدوه خلال زيارته الأخيرة للصين يتحرك ويتعامل بحيوية وندية بدأت تعيد لمصر الكثير من مكانتها وثقلها الدولي الذي كادت تفقده .. لقد تمكن الريس السيسي من توحيد غالبية المصريين حول أهداف وطنية ومشروعات قومية كانت كفيلة ليهرع رجال الأعمال والمصريين البسطاء كتفاً بكتف للمساهمة ولو بقدر يسير في دعم إقتصاد مصر وإدراك أن بإمكان أي مواطن مصري مهما كان بسيطاً أن يساهم ويؤثر في مستثبل بلاده ويضمن لها أسباب الرفعة والتقدم.
ماذا لو كانت حكومة المهندس إبراهيم محلب بديلة عن حكومة الفريق أحمد شفيق ؟
فماذا لو كان قد تم تكليف المهندس إبراهيم محلب في 31 يناير 2011 بتشكيل الحكومة بديلاً عن الفريق أحمد شفيق ؟ فمن يعرف المهندس إبراهيم محلب عن قرب ، يدرك أن تشكيله للحكومة بعد ثورة 25 يناير قد تأخر لثلاث سنوات .. فقد ساهم المهندس إبراهيم محلب منذ توليه المسئولية في مارس 2014 في إحداث ثورة في منظومة العمل في مختلف القطاعات في الدولة ، وذلك نتيجة حرصه على الدمج بين عقد اللجان والإجتماعات وبين الزيارات الميدانية والجولات المكوكية في المحافظات المختلفة .. إنه نموذج أكثر شباباً من كثير من الشباب .. فرغم أعوام عمره السبعين إلا أنه قليل النوم ، كثير الحركة ،لا يهدأ، ولا يخاف، ولا تفتر عزيمته، رغم كل ما يواجهه من صعوبات تتعلق بميراث عريق من فساد الإدارة وتعقيدها .. لقد ساهمت حكومته في إعادة جانب كبير من الأمن وإيقاف نزيف الإقتصاد وإعادة الثقة إلى المواطنين والسائحين والكثير من رجال المال والإقتصاد والمستثمرين.
ماذا لو لم تظهر جماعة الإخوان وجهها شديد القبح والوحشية والتطرف ؟
أظل أتساءل ماذا لو غادرت جماعة الإخوان المشهد السياسي بهدوء عشية ليلة الثلاثين من يونيو 2013 ؟ ماذا لو لم تحشد كل ما تمتلكه من أسلحة وحقد وكراهية لتدخل في مواجهة شاملة مع مصر بشعبها وجيشها ورجال أمنها ؟ لقد شهد عام 2014 نزيفاً مؤلماً من مواطني مصر وجنودها البواسل في معركة ضارية ضد إرهاب أسود لا يراعي حرمة الدماء بين أبناء الشعب الواحد .. وتظن الجماعة أن الشعب المصري يدفع ثمن وقوقفه بجوار جيشه في هذه المعركة، والحقيقة أن الجماعة من خلال هذه المعركة تحترق، وتنتحر سياسياً، وتلتف كالحية حول جسدها لتخنقه .. إنها لا تواجه بلادها فحسب بل تتآمر عليها مع كل من يمد لها يد العون من قوى خارجية وأجهزة إستخبارات معادية، ولكن يظل الكثير من المصريون يؤمنون أن عام 2014 بقدر ما كان مؤلماً لهم بقدر ما كان سعيداً للخلاص من هذه العصابة التي كادت تعبث بمقدرات أمن الوطن وتعيده إلى الوراء قروناً نحو الظلام.
على الصعيد الشخصي كان عام 2014 سعيداً ، رزقني الله في 17 سبتمبر بكريمتي "كرمة" ، كما حققت في مجال عملي الكثير، رزقني الله وإياكم الصحة والسعادة :)
حمدا لله على
ردحذفكرمُــــه وعلى كرمة
norahaty mo
ردحذف******
شكراً لمرورك ولدعوتك الرقيقة :)
كل سنة وحضرتك طيب وبألف خير وصحة وسعادة وإن شاء الله السنة دي تكون سنة جديدة وسعيدة على حضرتك وكل حبايبك وتحقق فيها كل ما تتمناه
ردحذف:)
ربنا يبارك لك في ذريتك ويفرح قلبك بيها ويحفظها لك من كل سوء
آمين
P A S H A
ردحذف* * * * *
الباشا بذات نفسه في "موجة" ؟!!
نورتني وأسعدتني بمرورك الشريف لمدونتي المتواضعة ، ويارب تكون السنة الجاية فعلاً سنة سعيدة على حضرتك وعلى الأسرة الكريمة :)
بارك الله فى كرمه
ردحذفاللهم احمى مصر من الفتن
تحياتى وتقديرى
مدونة الفرسان
ردحذف******
بارك الله فيك وتقبل منا صالح الدعاء لمصر وشعبها
شكراً لمرورك الكريم :)
كل عام وكل لحظه وكرمه بخير وسعاده ويارب تشوفيها عروسه
ردحذفيارب في 2015 تقولك كرمه ماما وتلعب وتجري وتملا الدنيا مرح
زهــــراء
ردحذف********
تسلمي لتمنياتك الرقيقة ، وأتمنى أن أسمعها تقول "بابا" ، دايماً إسم المدونة "موجة" بيتسبب في اللبس ده ، ولكن أنا مدون ولست مدونة :)
شوفي
ردحذفلا يحدث في ملك الله الا بامر الله
واللي حصل هو مراد الله
شمس النهار
ردحذف*******
ونعم بالله ، بس برضه حصل لبس ، أنا موجة ولكني مدون ولست مدونة :)
كرمة
ردحذفبسم الله ما شاء الله اسمها جميل جدا
ربنا يبارك فيها ويفرحكم بيها يارب
Aya Mohamed
ردحذف*********
يسلملي ذوقك ، شكراً لمرورك :)
اعتذر والله عن الخطأ الغير مقصود ويارب تقولك بابا وتنادي على مامتها كمان ويفرح قلبك يا يا ابو كرمه
ردحذفزهــــراء
ردحذف* * * *
لامجال للإعتذار ، فليس هناك خطأ ، هو ظن في محله لأن المدونة إسمها مؤنث :)
مساء البنفسج
ردحذفهبعد عن كل كلمة في البوست عن السياسة واقولك كل سنة وانت طيب وعام جدي سعيد ان شاء الله
وحمد الله علي كرمه واللعهم انبتها لك نباتا حسنا
رحاب صالح
ردحذف* * * * *
مساء الريحان ، جميل أن نترك السياسة جانباً ليكون الأساس تمني السعلادة في العام الجديد :)