ليس أصعب على المواطن المصري في هذه الآونة ، من أن يكون محايداً ذو وعي ..إنها صعوبة أضيفت إلى فيض الصعوبات التي يكابدها هذا المواطن الكادح، منذ الصباح وحتى المساء .. بل ربما تكون قد أصبحت أصعب عليه اليوم من أن يستقل مترو الأنفاق من محطة الشهداء .. وأصعب من أن يعبر الطريق الدائري مترجلاً من جانب لآخر .. بل وربما أصعب من أن يصل في موعده، إذا توقف به كوبري أكتوبر.
إنها صعوبة العصر وإشكالية المرحلة .. والحقيقة أن هذا المواطن البائس كما لا يتحمل مسئولية أي من الصعوبات في حياته، فإنه ليس له أي ذنب في الوصول إلى هذا الحد ، الذي لا يملك فيه أن يكون محايداً ذو وعي .. فإعراب "المواطن المصري" في هذا الموضع ، هو مفعول به .. بينما الفاعل ، ضمير مستتر ، تقديره "وسائل الإعلام" .مضت ثورة 25 يناير وخلفت وراءها الكثير من الآثار، قليل من الإصلاحات وكثير من التشوهات ، إنفلات أمني .. تراجع إقتصادي .. عراك سياسي .. عنف وإنفجارات .. مناخ طارد للسياحة والإستثمار .. وكذلك واقع جديد للإعلام المصري.
فقد وجدت وسائل الإعلام أمامها آفاق أكثر إتساعاً لطرح القضايا الشائكة بمزيد من الحرية والجرأة .. ولكنها حرية غير مشروطة بأي ضابط مهني أو أخلاقي أو مجتمعي. ويظل أكثر ما يشغلني في هذا الواقع الجديد للإعلام المصري ، ظاهرتان : الأولى تتمثل في برامج التوك شو ، والثانية تتعلق بالإتصالات الهاتفية للمواطنين :
- برامج التوك شو :
ولا أستطيع أن أغفل هنا ظاهرة أخرى لصيقة بمرحلة ما بعد ثورة 25 يناير ، وهي إقصاء الإعلامي من أمام ميكروفون التليفزيون والإذاعة، لصالح فئة أخرى كثيرون منها محترفون في مجالاتهم ولكنهم شديدي التواضع في مجال الإعلام.. ويأتي على رأس هؤلاء "الصحفيون" الذين فارقوا أقلامهم وبلاط صاحبة الجلالة ، "ولاعبو الكرة" الذين تركوا المستطيل الأخضر، و "الممثلين" الذين غادروا بلاتوهات التمثيل .. ليصبح هؤلاء جميعاً من نجوم الإعلام المؤثرين على وعي المواطنين.
- الإتصالات الهاتفية للمشاهدين :
ما يحيرني اليوم حقيقة، هو بعض برامج التوك شو الحالية، التي لم يتلقى إعلاميوها في يوم من الأيام إتصالاً واحداً يناقض توجه الإعلامي والقناة أو ما يطرحه من قضايا. فإذا كان بإمكاني أن أتفهم أن يسير المذيع والقناة والضيوف على خط واحد، فكيف أستوعب أن يتحول المشاهدون أيضاً إلى نقاط فوق هذا الخط .. إنها ظاهرة تستحق الدراسة، فهي تثير شكوكاً تدور حول ما إذا كان هؤلاء المشاهدون ليسوا سوى كومبارس في غرفة مجاورة بذات الإستوديو ، وهي نماذج رأيناها تتجسد في العديد من الأعمال السينمائية .. وأخشى أن تكون حقيقة نعيشها اليوم .
صديقى العزيز
ردحذفالمشهد برمته سىء للغاية وانا قررت ان اقاطع التليفزيون بالكامل منذ عام ونصف
ولسه بحلم بيوم :
ردحذف*********
يابختك ، أنا بقى بطلت اتفرج على التوك شو بس كل شوية بأضطر اتفرج .. مساؤك جميل :)
شخصيا
ردحذفعمرى ما أتفرجت
علي برنامج منهم
وخاصة الأيام دى
الحمد لله رحمــــت
اعصابى من التلف :(
norahaty mo
ردحذف******
فعلاً معاكي حق ، برامج تثير القلق وتضاعف التوتر وفقط دون أي فائدة :)
حاليا انا متابع فقط للاخبار الجديدة
ردحذفو الناشيونال جيوغرافيك
و قليل ما استمع لبرنامج توك شو مصري
و اعتقد انها مجرد موجة ( موضة ) و تنتهي
و لا تنسي ان شعبية الكثيرين منهم اقتربت من مستوي الارض
مثل مني الشاذلي و غيرها
ذو النون المصري
ردحذف******
أحييك لزيارتك لمدونتي ، و فعلاً معك كل الحق ناشيونال جيوجرافيك أرحم بكتير من إللي بيحصل في بلدنا حالياً
خالص تحياتي
انا ريحت نفسي ومبقتش اتفرج علي اي برامج لانها كلها هابطة للأسف
ردحذفرحاب صالح
ردحذف****
شكراً لتشريفك مدونتي
فعلاً معاكي حق هي برامج لا ينبغي متابعتها أصلاً بتحرق الدم
خالص تحياتي