الثلاثاء، 9 يونيو 2009

أوباما حتما شيء مختلف


كان مقررا لهذا المقال أن ينشر قبل يومين من قدوم الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما إلى القاهرة كنوع من الترحيب.. ولكني آثرت أن أؤجل كتابته ونشره حتى يغادر مطار القاهرة ليتحول المقال إلى نوع من التحليل لتداعيات الزيارة وإنطباعات الخطاب الذي أطلقه من قاعة الإحتفالات الرئيسية بجامعة القاهرة



عندما يأتي زائر، نغلق شارعا أو شارعين.. وربما أكثر.. ولكن أن تغلق عاصمة بأسرها.. فالزائر حتما فوق العادة
تسع ساعات قضاها أوباما في القاهرة كانت كافية ليغزو قلوب المصريين.. حرارة لقاءه بالرئيس مبارك.. تواضع جم.. التحرك بثقة إبن البلد.. عبارات من القرآن ضمنها خطابه.. التحرر من ملابسه الرسمية في زيارته للأهرامات.. كلها جعلت المواطن المصري البسيط والمثقف في حالة من الإعجاب بذلك القادم.. كلها كانت تشي أن فيه شيء مختلف.. إنه لايشبه المستعمر الغربي فلا يعلو رأسه شعر أصفر ولاتتوسط وجهه عينان زرقاوان.. إنه يشبهنا كثيرا نرى ملامحه تلك في قهاوي وسط البلد وحوانيت الحسين وحقول الأرز في الفيوم


ماأنا مقتنع به تمام الإقتناع أن أوباما شيء مختلف.. دراستي في قسم العلوم السياسية ومعاصرتي لفترتي حكم بوش يفرضان على التفاؤل بفكر يخرج عن إطار اليمين المحافظ.. التفاؤل بعصر جديد من الواقعية في التعامل مع ماهو موجود فعلا على الأرض كبديل عن التعامل مع شعوب منطقة الشرق الأوسط بمبدأ اليد الأمريكية العليا التي وجدت في أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعدا يتعلق بالظروف الداخلية وكان الحل في عقل بوش ومفكريه يكمن في تغيير هذه الظروف الداخلية للبلاد المصدرة للإرهاب عن طريق الحرب أو فرض عقوبات إقتصادية أو منع معونات أو تغيير مناهج دراسية.. لايهم.. فكل شيء مباح في سبيل هذه الغاية.. كان هذا أسلوب الولايات المتحدة في التعامل مع قضايانا في فترتي بوش


رغم اقتناعي بأن أوباما شيء مختلف.. فأنا مقتنع أيضا أن أمام أوباما الكثير قبل أن يقوم بأي خطوة تجاه منطقتنا الرابضة على أتون صراعات دامية.. إن تركته الداخلية مثقلة بالعديد من الأزمات الإقتصادية التي تحتاج منه إلى فرض نوع من العزلة للنهوض من الداخل قبل أي توجه خارجي.. فالحرب في العراق إستنزفت الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير ثم جاءت أزمة التمويل العقاري لتجهز على ماتبقى.. إن أوباما قد بدأ يرسم خطوط تحركاته خارجيا بصدام مع حكومة اسرائيلية يمينية برئاسة نتينياهو وايمان بضرورة الانسحاب من العراق وخطوة جدية بالاعلان رسميا عن نيته اغلاق معتقل جوانتانامو.. ولكن مازال أمامه في الداخل الكثير.. فليعنه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...