الاثنين، 19 نوفمبر 2007

مجرد موجة .. ساعة تروح .. و ساعة تيجي



مجرد موجة
تكوينها بسيط

من بحر جاية .. أو محيط

محتارة بين شط و شط

و تخاف تعوم في الغويط



لا أعلم بالتحديد متى بدأت علاقتي بالبحر و أمواجه

و ما حقيقة هذا الحب الذي أكنه لصفحة البحر الفسيحة و لصوت خريره و هديره الجياش

فأنا أولا و من البداية .. ما بأعرفش أعوم !

أيوه .. ما بأعرفش أعوم !
و كدت أن ألقى حتفي ثلاثة مرات في حياتي .. رأيت فيها الموت يتراقص أمامي .. و روحي تنتفض بين أضلعي ..

و للمصادفة .. أن كل المرات الثلاث كانت في المياة .. و منذ البداية أريد أن أكون دقيقا معكم .. فكلها كانت في المياة و ليس في البحر ..

فالأولى كانت في حمام السباحة .. بتضحك ؟ عندك حق تضحك بس إستنى لما أكمل .. كان عمري 12 سنة و حمام السباحة في النوادي مقسم نصين .. نص أغوط من نص .. و بالمناسبة دا كان أول يوم ليا في تدريب السباحة .. بعدت عن زمايلي و المدرب و هووووووب نزلت في النص الغويط .. بس المدرب التاني عمل حركة من حركات أحمد رمزي في السينما المصرية و قلع هدومه و نط جابني .. وفشلت كل محاولات العائلة للعودة لتدريب السباحة مرة تانية .. دلوقتي ممكن تضحك ! هههههههههه ولا أقولك إستنى التانية ..

الثانية بقى و من غير تريقة كانت في حوض لتربية الثروة السمكية .. عجبتك قوي دي ؟ بس والله كان حوض غويط و للعلم بالشيء ليس أكثر .. حات ودنك .. حوض الثروة السمكية من المتصف مش غويط .. لكن بيزداد العمق بالتجاه للحافة او الشط زي ما بيسموه هناك .. انا القارب اتقلب بيا انا و ابن عمي اللي اول ما ركب خاف فوقف فجأة و كانه بيقول .. مش لاعب معاكم ههههههههه و هووووووووب القارب اتقلب في المنتصف .. رجلينا غرزت في الطين اللي خادت الجزمة .. لا مؤاخذة .. و الله الطين خاد الجزمة بالشراب و من يومها ما شفتهاش .. فرد فعل طبيعي اني احاول اتحرك باتجاه الشط .. كلكم معايا في نقطة دي .. و هوووووووووووب و قبل الشط عرفت ان الشط اغوط من المنتصف .. عرفت ههههههه ما حدش قالي ههههههه .. و كان عندي 18 سنة واليوم ده كان لوه ذكرى جميلة أصلي سمعت يومها نتيجة الثانوية العامة و جبت المجموع اللي أهلني بفضل ربنا لدخول الكلية اللي بحبها .. كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ..

يوميها طبعا وانا باغرق تخيلت ان حياتي كان مقدر لها أن تنتهي عند الثانوية العامة .. و أهو الواحد يموت و معاه ثانوية عامة ههههههه لا و إيه و بمجموع عالي كمان هههههههه .. و في دي أنقذت نفسي أو بمعنى أصح و أدق ممكني ربي من إنقاذ نفسي و ابن عمي .. تصوروا .. لأن ما كانش حد قريب مننا ..

الثالثة بقى كانت في بحر الاسكندرية و يوميها كان يوم عيد ميلادي ال 22 و برضه تخيلت إن عمري حيوقف عند السنة دي و إن ده قدري بقى .. لكنها كانت لحظات لها مذاق الموت تلك التي مرت علي .. 60 ثانية كنت أقرب فيها من الموت عني من الحياة .. عشرون شابا اخذتهم الدوامة يومها كنا سنكون في عداد المفقودين .. 60 ثانية رايت فيها حياتي امام عيني كشريط سينمائي و دعوت الله فاستجاب لي وحملني الموج إلى الشاطيء ..

فلم أحب البحر ؟
كان الأولى أن أكرهه .. أو أهابه .. و لكني ولدت على البحر و عشت شبابي عليه و عندما إبتعدت عنه إلى قريتي في المنصورة .. كان البديل عنه فرعا من أفرع النيل .. يسمى أيضا البحر .. البحر الصغير ..

و طيلة حياتي كان البحر صديقي الأقرب إلى نفسي .. فهو الوفي الذي لا يفشي سري لأحد مهما كان .. أفضي إليه بما يجول في خاطري من أفكار و هواجس و خطط .. ثم تذهب الموجة بكل هذا لأنتظر الموجة التالية .. وأغمض عيني فيأتي خرير الماء بالإجابة و النصيحة أسترق السمع لها لأعيها جيدا .. أو يأتي إرتطام الموج عنيفا في صخور الشاطيء يعنفني على تهاون أو تقصير ..

فعلى شاطيء البحر عقدت المعاهدات العجيبة مع البحر و التي كنت أحاول جاهدا الإلتزام بها ..

تلك كانت علاقتي بالبحر

حتى تمنيت يوما

أن أكون موجة

مجرد موجة

تكوينها بسيط

من بحر جاية .. أو محيط

محتارة بين شط و شط

و تخاف تعوم في الغويط

هناك تعليقان (2):

  1. ما شاء الله لا قوة الا بالله

    مش قادرة اوصفلك سعادتى اول زائرة واول تعليق وتقريبا ده الإفتتاح .. مع ان مافيش تورتة وحاجة ساقعة بس ماشى
    :D

    بجد كتاباتك جميلة جدا وتستحق يكون عندك مدونة من زمااااان والحمد لله انك فتحتها اخيرا ويارب تبقى فاتحة خير عليك وتكبر وتكبر وتبقى من القمم التدوينية فى مصر اللهم آمين

    والف مبروك عليك الموجة

    مجرد موجة ..

    تكوينها بسيط ..

    من بحر جاية .. أو محيط ..

    محتارة بين شط و شط ..

    و تخاف تعوم في الغويط

    وعجبى
    :D

    ردحذف
  2. نجد الموت يتراقص امامنا احيانا ونظن انها النهاية
    ثم نعود كأن شيئا لم يكن
    اسجل اعجابى بكلماتك
    وبمدونتك ككل

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...