السبت، 30 يناير 2010

الثري المفلس


جربت قبل كدا تكون غني وفقير في نفس الوقت .. دي مش فزورة ولا قصة من طرائف قصص التراث الشعبي في كتب كالأغاني لأبي فرج الأصفهاني أو البخلاء للجاحظ كما يوحي عنوانها "الثري المفلس" ولكنها واقعا عشته كنت فيه مفلسا رغم أن جيبي مثقل بخمسة عشرة جنيها معدني ـ مصريا طبعا علشان ماحدش يفهمني غلط ـ واقعا أقرب للنكتة .. ولكنها بايخة .. نكتة بايخة جدا


عدت في إجازة إسبوعية من عملي بالقاهرة الى قريتنا بإحدى محافظات الوجه البحري .. دفعت التسعة جنيهات أجرة الميكروباص بعد غلاء السولار ليعيد لي السائق جنيها معدنيا باقوالي العشرة جنيه .. وادخلت الجنيه في جيبي ليصبح الجنيه المعدني رقم 15 في جيبي تمكنت من تحويشها خلال فترة عملي .. وندت عني ابتسامة ارتياح وانا اضرب على جيبي فيصدر رنين الجنيهات التي كانت كافية على الأقل لسد بند كالمواصلات اثناء الويك إند .. وهنا تبدأ المفارقة مع وصولي الى بلدتنا وارتيادي لعربة السرفيس او المواصلات الداخلية .. أجرة ورا .. أخرجت أحد الجنيهات الى السائق وعلى وجهي ابتسامة اتفضل يا أسطى واحد من الجنيه .. قبل أن تبدأ عيني رحلتها عبر النافذة جائني رد السائق.. شوف جنيه غير دا يادكتووووور.. تعجبت لبرهة ولكني أودعت الجنيه جيبي وبحسن نية مفرطة أخرجت جنيهاً آخر أطلقته في رحلة نحو السائق..ولكنه عاد مذللا بصوت السائق الأجش.. ماقلنا جنيه غير دا ياأستااااااااذ.. من دكتور لأستاذ واضح إن المستوى بينزل ودا مش مؤشر كويس ههههههه .. وبمنتهى البراءة كان ردي.. ماهو دا جنيه غيره ياأسطى.. وفجأة سمعت صوت المكابح يصرخ بعنف والعربة تقف والسائق يلتف لي بجسده كله وينبح بصوته الأجش المبلل بلعابه..الجنايهة دي.. جمع جنيه على فكرة ههههه .. مش ماشية هنا ماحدش بيرضى ياخدها وماتخليش في سكة إن الحكومة إللى عاملاها أو سكة إني ممكن أصرفها من أي بنزينة لإني مش واخده علي الطلاق ما أنا واخده وأخرج من أمامه صرة مليئة بجنيهات معدنية وأخذ يحركها بعنف ليسمعني صريرها لعلي أدرك أنها فعلا مش ماشية هنا.. وطبعا لم استسلم لهذا السائق ودفعت الجنيه المعدني ورجليه فوق رقابته مش بلطجة مني بس لإني فعلا ماكانش معايا غيره ههههههه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...