السبت، 26 يونيو 2010

متى يصبح الهدف أوفسايد ؟


الحقوووووووووني يارجاااااااااالة كاس العالم بيعدى وموجة لسه ماشاركتش في تغطية هذا الحدث الكبير ومن غير لماضة " تغطيته " مالهاش أي علاقة بالغطاء علشاااان الجو حرررر ههههه.. طبعاً أنا مش المستكاوي ولا مدحت شلبي ولا الغندور ولا حتى النائب المذيع الإذاعي التلفزيوني واللاعب ورجل الأعمال اللامع بتاع كله الحاج شوبير.. فأنا لحد دلوقتي ما أعرفش إمتى الجون يبقى أوفسايد ههههههه علشان كده ما كانش ينفع إني أكتب بوست تحليلي عن المباريات والأهداف وأخطاء الحكام وخطط اللعب.. لكن كان لازم أكتب

لم أتمكن من طرد مشاهد ما حدث في أم درمان.. وأنا أشاهد سارقي بطاقة التأهل للمونديال من بن أيدينا بالسلاح الأبيض يخوضون مبارياتهم في جنوب أفريقيا.. لم أستطع أن أقف تشجيعاً لهجمة لهم على الفريق المنافس.. وفي ذات الوقت لم أستطع منع نفسي من أن أنتفض فرحاً لهدف سوليفيني ثم آخر أمريكي قذف ببربر الجزاير إلى حيث أتوا.. كان هذا أول ما أردت قوله في أحداث كأس العالم في نسخته الأخيرة.. مش عارف ليه سبت العامية ورجعت أتكلم بالعربي تاني ههههه

أكثر ما حيرني هو عاطفة المصريين.. فإذا كنت أجد لهم مبرر قوي ليلتفوا في مقهى لتشجيع سوليفينيا التي لايعلمون في أي قارة تقع ، ثم تشجع إنجلترا آخر محتلينا ، وأخيراً تشجيع أمريكا المهيمنة على مقدراتنا ، بأنه ليس سوى نتاج بذور الكراهية التي حرثتها الجزائر بيدها في أرض علاقتنا بها منذ دورنا في تحريرها من عبودية الإستعمار.. ولكن أن أفاجأ بمواطن مصري بيقولي يارب صربيا تخسر!!! وكان رده على لماذا بتاعتي.. دول ولاد ....... !!!! إنتا نسيت اللي عملوه في البوسنة ياأخينا ؟ ههههههههه وفي مباراة الدنمارك واليابان إنقلب مواطن آخر جالس بجواري في المقهى إلى ياباني حتى أحسست أن عينيه بتضيق هههههههه ليهب واقفاً مع كل هجمة لليابان ثم يجلس وهو يتمتم.. يارب الدنمارك ولاد ال......... يطلعوا.. مش كانوا بيشتموا الرسول ياأستاذ..

هكذا تعامل المصري مع كاس العالم.. كما يتعامل مع كل مايحدث في صفحة عالمنا.. مواطن بسيط.. كادح.. وجد متعته في أن يعود من عمله ليحتل مقعداً في مقهى مصري أصيل يشاهد مباراة الساعة التاسعة والنصف في كأس العالم وهو ينفث همومه في أبخرة الأرجيلة وكوب الشاي الداكن.. دون أن ينسى أن يسأل صبي القهوة عما حدث في مباريات الساعة الخامسة.. يتمنى قلبه لو كانت مصر هناك في بلاد البافانا بافنا.. وما أن تنطلق صافرة النهاية حتى يضع عملاته المعدنية في يد صبي المقهى ليبتلعه زحام الشارع مرة أخرى..

الأحد، 20 يونيو 2010

لم أجد غير عينين لاتبصران وخيط الدماء



تأخرت كلماتي عن خالد سعيد.. ولتفسر - قارئ البوست - هذا التأخير كما تشاء.. خوف ، لامبالاة ، حيرة ، أسى أو صدمة.. ولكن دعني أهمس لك بسبب تأخري في أن أمسك القلم كل هذا لأخط ولو كلمة واحد أنعي بها خالد أو أصف بها على الأقل حادثاً مأساوياً تمثل في الإعتداء على شاب سكندري يدق أبواب العقد الثالث من عمره على يد مخبري شرطة حتى فاضت روحه.. ولأكون أكثر دقة.. حتى أزهقت
نقطة أمل مازالت تضيئ في قلب أعتمته المآسي يرقد داخلي.. نقطة أمل لم تصدق أن يحدث هذا لخالد دون سبب.. مازال داخلي إحساس عميق أن وراء قتله سر.. ربما لم يكن خالد شاباً مثالياً.. ربما تعاطى صنفاً من المخدر.. ربما تعددت نزواته النسائية.. ربما تهرب من الخدمة العسكرية.. ربما تحرش بفتاة.. ربما إحتوى جيبه الخلفي مطواة.. ربما وربما.. بداخلي نقطة أمل لتريد حتى هذه اللحظة أن تصدق أنه كان ملاكاً نهشته الشياطين.. أو شخصاً بريئاً تعسفت في حقه السلطة الموكلة بحمايته وحمايتنا.. أو شاباً يسير فوق الرصيف " جنب الحيط " فإرتقت إليه عربة طائشة فدهسته.. كان خالد شاباً كأي شاب.. له نزواته وسقطاته ومغامراته وربما جرائمه.. وإن كان في عينيه مايضع حول السطور الخمس السابقة.. علامة إستفهام كبيرة
صدقوني أني أرى عينيه تلتهاماني بنظرة عتاب لما كتبت.. نظرة تكاد تحرق سطوري.. تكاد تشعل النار في مدونتي بأكملها.. من منا لم يرى نفسه في صورة خالد ؟ ولكني لا أصدق بعد أنه كان ملاكاً .. ربما أخطأ.. ولكن.. ولكن.. أي خطأ يستحق كل هذا العقاب.. أي جريمة تجعل من العدالة أن ينتهك جسد بهذه الصورة.. أن يقتل بهذه البشاعة.. أن يصم السمع عن توسلاته.. ويغض الطرف عن توجعاته.. أي ذنب إقترف يستحق أن لايرق له قلب مخبر.. أو للمخبر قلب ؟ يرفض قضائنا قطع يد السارق ورجم الزاني وأن يقتل القاتل وأن يردى الشاذ.. فكيف يقبل أن يهشم رأس خالد ؟ يرفض قضائنا عقوبة الإعدام ويستبدلها اليوم بالحبس المؤبد.. فكيف يقبل أن ينهش جسد خالد ؟
ربما أخطأ خالد.. خطأ لانعلمه حتى هذه اللحظة.. وربما لن نعلمه.. ولكن يكفينا أننا نعلم أن العقوبة التي نالها كانت أكبر من أي ذنب وأعنف من أي خطأ وأقسى من أي جريمة

السبت، 12 يونيو 2010

نهر بلا ماء






نيل بأية حال عدت يانيل



وأزمة الحوض قد تزداد تنييل


فدولة السود قد ثارت لحصتها


وقالت : هو انا فاتحاه سبيل ؟


إن جففوا النهر لن تجدي حضارتنا


وأنني إبن فرعون وعنتيل


حرب المياه تدق الباب فإنتبهوا


أن يصبح النهر أرضا للمناديل




عشقت البحر.. وما أن رأيت النيل حتى ذبت فيه .. إنه أقرب أصدقائي.. أوفاهم .. أخلصهم.. أأمنهم.. أكتمهم سراً.. ماإذا ضاقت بي الدنيا حتى يممت وجهتي نحوه.. وبحثت عن أقرب مجلس منه.. أهمس له بكل مايختلج في صدري.. أبكي على ضفته.. أضحك.. أشكو.. أغني.. أخطط.. أتمنى.. أرفض.. فيصغي إلي.. بكل إهتمام.. دون أن يقاطعني ولو مرة.. وما أن أنتهي حتى تبدأ موجاته بالخرير يبث في نفسي الهدوء ويسقيني الدواء

لقد أمدنا النهر بأسباب الحياة.. فقامت حضارتنا على ضفافه.. وحتى هذه اللحظة ونحن نتباهى بحضارة السبعة آلاف سنة فمازال عمرانا يسير حول منحناه وسكاننا يكتظون في دلت
اه.. مازلنا نسير ونسكن ولعب ونزرع ونلهو ونرقص ونأكل ونركض على ضفته.. وكأننا نلوذ به من صحراءنا الشرقية والغربية.. كأنه أمنا نمسك بثوبها حتى لانتوه في دوامات الزحام.. وحديثاً علمت أنه نهر من أنهار الجنة.. فأي فضل حبانا واختصنا به الله.. وأي ذنب إقترفناه في حق هذا النهر.. الذي مازلت أرى فيه شريان الحياة لمصر

يبدو أن النهر قد تمرد على عقوقنا وحق له أن يتمرد بعد أن إنكمشت مصر على همومها وتركت أفريقيا للأفاعي تجوس بها وتحيك المؤامرات وتلتف حول مصر.. صهيونية أو قطرية أو جزائرية كانت هذه اليد التي تعبث بمقدرات مصروحصتها التاريخية من هذا النهر العجوز.. سيان.. انكمشت مصر فتركت الباب للأقزام اللئام ليستغلوا دولاً أفريقية مازالوا عرايا وجوعى لتسيل لعابهم بأوراق البنكنوت.. فماذا نفعل ؟؟؟ سؤال يطرح نفسه وربما يظن البعض أنه جاء متأخراً.. إلا أن الإجابة عنه اليوم خير من الإنتظار حتى غد.. فأقولها بصدق.. لقد أمدنا النهر بأسباب الحياة.. وبجفافه تنتهي أسباب الحياة.. لذا فلا قيمة للحياة دونه.. فالحياة أرخص مانقدم في سبيله.. ولتكن حرب المياه


لست أعلم ماذا يمكن أن أفعل إذا ماضاقت بي الدنيا ذات يوم.. فيممت وجهي نحو النيل.. فلم أجد غير أخدود غائر غائض من الماء.. يسكنه بدلاً من السمك والطحالب.. جثة كلب وحطام قارب

الأربعاء، 9 يونيو 2010

الإبحار في إنش واحد



رغم قصر المدة التي غفاها تلك الليلة.. فما أن داعبت أصابع الشمس جفنيه متلصصة عبر خصاص النافذة حتى تفتحت عيناه .. كان نائماً كما اعتاد متوسداً كفه اليسرى.. فأبصر أول ما أبصر في وميض الضوء المتسلل الدبلة الفضية التي استدارت حول بنصر كفه اليمنى.. حينها غرقت عيناه في بحور من العجب الممتزج بالسعادة وإمتلأ صدره بشعور من الرضا.. أخذ يدير كفه اليمنى امام عينيه متأملاً تلك الدائرة الفضية التي لايتجاوز قطرها إنشاً واحداً.. كان يشعر حينها أنها ككوكب بأكمله وجد فيه ضالته بعد طول التيه في سدوم المجرات.. كطوق ياسمين يفوح برائحة حلوة ملأت عالمه.. كشاطئ تلقفه بعد الإبحار بلا هدى في ظلمة موج عات.. كيمامة كسرت حصار الصمت من حوله لتلفه بأرق هديل.. كقوس قزح محى رتابة الأبيض والأسود ليصبغ أيامه بألوان البهجة.. تذكر ليلة أمس.. وكفها الدافئ يلف إصبعه بالدبلة.. عينيها أمام عينيه.. كان يشعر أن ليس أمامه إلا هي.. لم يكن يحس بأي من المدعويين.. لم يكن يسمع صخب الدي جي.. لم يكن يبصر أضواء القاعة من حوله.. لايعلم إلا هو حقيقة ماكان يختلج بصدره حينها.. رحلة كفاح تكللت أخيراً بالنجاح.. زهرة حب طالما سقوها سوياً وهاهي بدأت تتفتح مطلقة عبيرها.. أي متعة تفوق متعة الإبحار في إنش واحد.. ان يكون قطر الدبلة كقطر الكوكب.. فيكون إطارها الفضي غلافي الجوي.. إذا خرجت عنه إحترقت.. أحبك حبيبتي

الجمعة، 4 يونيو 2010

asal eswed عسل إسود



بالورقة والقلم


خدتيني 100 ألم


انا شفت فيكي مرمطة وعرفت مين اللي اتظلم


ليه اللي جايلك اجنبي


عارفة عليه تطبطبي


وتركبي الوش الخشب وعلى اللي منك تقلبي


عارفة سواد العسل


اهو ده اللي حالك ليه وصل


ازاي قوليلي مكملة وكل ده فيكي حصل


يابلد معاندة نفسها


ياكل حاجة وعكسها


ازاي وانا صبري انتهى لسه بشوف فيكي أمل


طرداك وهي بتحضنك


وهو ده اللي يجننك


بلد ماتعرف لو ساكنها ولا هي بتسكنك


بتسرقك وتسلفك


ظلماك وبرضه بتنصفك


ازاي في حضنك ملمومين وإنتي على حالك كدا


لم أجد شاعراً يختزل في كلمات أغنية من صفحة واحدة ، سيناريو فيلم يتجاوز مئات الصفحات.. إلا أيمن بهجت قمر

فلو بحثت عن كلمات أصف بها 100 دقيقة من المتعة قضيتها أمام شاشة فيلم "عسل أسود" في ظلمة سينما جالاكسي ضيفاً على الموهوب أحمد حلمي.. لن أزيد كلمة عن ما شدته الصاعدة ريهام عبد الحكيم من كلمات بهجت قمر وألحان الموسيقار عمر خيرت.. كلمات تصف معاناة المواطن المطحون على أرض مصر ولكن عندما تذكر أمامه مصر يقول : أم الدنيا !!! يرى أنه كان "أذكى طفل في العالم" وعندما كبر أصبح من "ناسها الطيبين" .. بودي لو كتبت المزيد والمزيد ولكن ماحصلت عليه من المتعة يحتم على أن لا "أحرق" الفيلم فلم أكتب هنا ماكتبت لأحرق الفيلم بل لأدعوكم لمشاهدته.. يفرض هذا إحترامي لعمل يحترم المشاهد وإعجاباً بأحمد حلمي الذي قام بدور عمره ليصور شاباً عائداً من ال State إلى مصر التي غادرها منذ عشرين عاماً .. بكل تفاصيل هذا الشاب شعره وثيابه ولكنته ثم نظرة طفل صغير ولج العالم لتوه يستكشف ماحوله من انسان ومكان وزمان

يدخل هذا العائد وسط متاهة من نماذج مختلفة من البشر.. المصري المستغل.. والمصري المطحون.. والمصري المشرد.. والمصري المظلوم.. والمصري العاطل.. والمصري اليائس.. كلها نماذج كونت نسيجاً ملائماً لتناول قضية هامة يدور الفيلم في فلكها.. قضية الغربة.. المصري الذي احس في لحظة انه لايطيق العيش في مصر هو ذاته الذي يعود لها بعد ذلك.. غربة خارج مصر وغربات داخلها دوائر من الغربة يدور المواطن المصري داخلها لتغدو أقرب للمتاهة


أدعوكم لمشاهدة الفيلم
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...