الجمعة، 12 ديسمبر 2014

سر إبتسامة الصغار D:




( تنويه : الصورة واقعية من قرية السماكين ـ مركز المنشاة ـ محافظة سوهاج ، بعدسة الأستاذة / آية أمان ـ الصحفية بجريدة الشروق وموقع AL- Monitor .. شكرا آية )

ابتسامة ساحرة .. لم تفارق مخيلتي مذ رأيتها ترتسم فوق شفاه أطفال تلك القرية البسيطة الغافية في سكون ودعة على ضفاف النيل في إحدى محافظات الجنوب .. كانت الابتسامة الساحرة تنطلق من بين شفاه هؤلاء الأطفال بمنتهى الإنسيابية والبساطة لتملأ الكون بأسره من حولهم بالبهجة والمرح، وفوق هذا كانت عيون أطفال تلك القرية تعكس بريقاً من الأمل لا تخطؤه الأعين .. إنها قرية السماكين التابعة لمركز المنشاة بمحافظة سوهاج ( 45 دقيقة من مدينة سوهاج).


كيف للإبتسامة أن تولد على شفتي طفل بائس ؟ بجسد ضئيل، ووجه ملطخ بالطين، وثياب رثة لا تكاد تحميه برد الشتاء ، وقدم عارية من حذاء يقيه أحجار الطريق ؟ كيف للأمل أن يسكن عيون طفل لا يملك أن يكون طالباً منتظماً في إحدى مراحل التعليم حيث يكابد مشاق الحياة مع والده فوق مركب خشبي صغير على صفحة مياه النيل يصطادون الأسماك ثم يبيعونها بثمن بخس ليجدوا بالكاد قوت يومهم ؟ كيف تنمو السعادة في قلوب الأطفال بقرية نائية بجوار شاطيء النيل .. بيوتها مهترئة من طابق واحد ليس بها مياه نظيفة أو شبكة للصرف الصحي.. شوارعها طينية غير ممهدة .. سكانها بسطاء في قسماتهم وثيابهم وطعامهم وأثاثهم وأحلامهم ؟ 

إن هؤلاء الأطفال برغم مايعيشونه من فقر مدقع وطفولة بائسة ، ليسوا في حاجة لنا .. فالحقيقة أننا نحن من نحتاج إليهم .. بل نحن في أشد الحاجة لهم .. لا تتعجب .. فعلى يدي هؤلاء الأطفال علينا أن نتعلم كيف نكون سعداء ، وأن ندرك كم نحن بائسون حين لا نستطيع أن نرسم مثل هذه الإبتسامة على شفاهنا ، أو نوقد شعلة أمل كتلك في عيوننا ، بينما نملك كل ظروف السعادة وكل مقومات الأمل .. علينا أن نتعلم منهم كيف نشعر بالرضا لمجرد أن بإمكاننا أن نحقق لأطفالنا كل ما يأملون .

لقد حرصت في هذا البوست على أن أكتب إسم القرية ، فلأطفالها الحق في أن يفخروا بأنهم يتحدون كل ظروف الحياة ومشاقها ويحافظون على هذه الإبتسامة وذاك الأمل ، كما أن علينا واجباً يكاد يقترب من حكم الفريضة ، هو أن نرد لهؤلاء الأطفال جزءاً من الجميل والعرفان .. هذا إذا ما أثارت إبتسامتهم في نفسك ما أثارته في نفسي ، من إدراك أن علي أن أكون سعيداً بل غارقاً في السعادة والرضا. 

لذا أرفق مع البوست صورة واقعية لأطفال هذه القرية .. قرية السماكين .. تأملها .. وأنتظر تعليقك حول أثر الصورة في نفسك .. رزقكم الله السعادة والأمل .

هناك 11 تعليقًا:

  1. السعادة يا صديقى ليست بكثرة المال
    السعادة فى أبسط معانيها هى الرضا والقناعة

    ردحذف
  2. لقد قمت بنشر البوست على google +
    الخاص بى

    ردحذف
  3. ولسه بحلم بيوم....
    ******
    فعلاً يا صديقي ، للسعادة سر لا يدركه سوى من يتمتعون بالرضا
    خالص تحياتي

    كيف أرى البوست على google بلاس الخاص بك :)

    ردحذف
  4. صديقى العزيو
    أخل على هذا الرابط لكى ترى مشاركتك منشورة عندى على الجوجل بلاس

    https://plus.google.com/u/0/107867710787552145546

    تحياتى وتقديرى

    ردحذف
  5. ربما لأنهم لا يعرفون
    معانى او مظاهر اخرى
    للسعادة من مأكل ومشرب وملبّس

    ردحذف
  6. norahaty mo
    *******
    فعلاً فمقومات السعادة لديهم أبسط مما لدينا بكثير :)

    ردحذف
  7. في الاعياد مر علي حي راقي واعمل نفسك ساحر بتسمع اللي في البيوت
    هتلاقي خناقات ان العيال ذهقانين وعايزين يروحوا الملاهي مع انهم راجعين من النادي وكل الالعاب عندهم في البيت
    وطير علي اي حي شعبي هتلاقي الاطفال في المراجيح المنصوبه في الشارع ومبسوطين وفرحانين
    الرضا منحه من الله

    ردحذف
  8. شمس النهار
    *******

    فعلاً صديقي ، إنها نعمة الرضا يهبها الله من يشاء من عباده ..

    يومك سعيد :)

    ردحذف
  9. سر الإبتسامة تكمن فى الرضا والقناعه والعيش بمل يكفى دون النظر لما ليس فى ايديهم هكذا ينامون دون ضغينة فيبتسمون ببراءة

    تحياتى على البوست الجميل والممتاز
    والمدونة الاكثر من رائعه

    تحياتى

    جمال أبو العز
    مدونة النسر المهاجر

    ردحذف
  10. هل تعلم أخي العزيز ؟
    أنه قد يكون السر في هذه الابتسامة .. هو فقدهم لكل شيء ؟
    لقد فقدوا كل شيء في دنيا الملذات .. حتى باتت الابتسامة هي كل ما يملكون
    بل ربما كان سببها أساساً أنهم يسخرون من هذه الدنيا المقيتة
    أو ربما أنهم لا يملكون ما يخشون عليه الفقدان
    أو ربما يبتسمون من أجلنا نحن .. فهم الأغنياء حقيقة ونحن الفقراء حقيقة

    لقد عشقت هذه الصورة وهذه الابتسامة

    تحياتي :)

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً يا صولا ، فالإبتسامة أغلى ما يملكون ، والحقيقة أن هناك الكثير من المواقف التي لم يتسع البوست لذكرها حيث ركزت على الصغار فقط ، ولكن كانت هناك سيدة ريفية تقطن بيتاً من الطين ولديها فرن بلدي من الطين أيضاً وتخبز خبزاً ، تصوري انها وزعت ما خبزته رغم الفاقة علينا نحن زوار القرية ، تلك القرية نموذج مثله الكثير في مصر والعالم أجمع ، وحقاً هم الأغنياء بابتسامتهم وليس نحن :)

      حذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...